الشباب في غزة..عنف..وضياع ..ولا أفق لحلول......................

في البيت ، في الجامعة،في السوق ..بأي مكان.. العنف بأنواعه هو ما يسود القطاع الآن سواء اللفظي منه او الجسدي ،كأنه لا احد يطيق نفسه كي يطيق الآخر هكذا قال الشاب
'أحمد' ذو الـ 25 عاما 'مضيفاً 'كل شيء يطبق على انفاسك وكأنك المخلوق الوحيد على وجه الكرة الارضية المجبر على تحمل كل شيء'
وقال 'احمد'انظروا الى الشوارع ، الى الناس، الى هؤلاء الشباب ,وجوههم باهتة ، يمشون وظهورهم محنية وكأنهم يرزخون تحت عبء ثقيل..ما هو ؟ لاتستطيع ان تحدد ..فكل شيء هنا يتكالب عليهم'
واكد احمد ان الفراغ الكبير والعيش دون هدف يطور العنف بين الشباب وخصوصا الذين فقدوا اعمالهم ووظائفهم بعد انقلاب حماس على السلطة الشرعية في 16 من حزيران الماضي.
واضاف زميله 'خليل'على ما سبق بقوله اغلب الذين فقدوا وظائفهم كانوا من شباب الاجهزة الأمنية وهم الآن يجلسون في البيوت يعيشون دون أفق واضح او خطط مستقبلية وهذا يؤدي الى فقدانهم سعة صدرهم وبالتالي التفشش بأي شيء ..وانا واحد منهم .
وعزا الشاب 'حبيب' العنف الموجود في لدى الشباب في القطاع الى عدة اسباب منها السياسي كي تبقى الامور في حالة توتر دائم تحقيقا لمصالح فئة معينة ، وهناك عنف سببه الانفلات الامني الذي يعيشه القطاع ولكن اهم الاسباب للعنف برأيه هو الحالة النفسية السيئة للناس التي تعيش يوما بيوم ولا تعرف اين تتجه.
واضاف حبيب 'غزة الان احوج ما تكون لان يتم الحاق عيادة نفسية بكل بيت للتخفيف من الضغوط والاعباء النفسية عن الناس التي هي بأمس الحاجة لأحد يسمعها طالما ان القادة هنا لا يأبهون لشيء سوى مصلحتهم الخاصة'
الطالبة بجامعة الازهر 'علا' قالت لـ(امد) لا احد من الشباب يفكر بالبناء واقصد بناء الذات على كل الصعد ،لا احد يفكر بالتطوير ،لا احد يفكر سوى بالمحافظة على ما لديه من مكتسبات وان يبقى على قيد الحياة في اليوم التالي ..مجرد على قيد الحياة.
غزة..أحياء ..أموات ..هكذا قالت (فاطمة) نمضي وقتنا بالدراسة فقط ونذهب صباحا الى الجامعة متوقعين عنف وتوترات ،لا نعرف ما ينتظرنا ولا كيف سنعود، وزاد الطين بلة عدم وجود سيارات توصلنا للجامعة ..لأجل ماذا كل هذا؟ لا نعرف..الصورة غير واضحة،وكذلك كل الامور،نحن في تيه عظيم'
(هالة) قالت بصوت مرتفع..مخنوووووووووقين ..لدينا مشاكل اقتصادية،اجتماعية، في التعليم ، في الصحة،في العمل،في الثقافة ، في المشاركة باتخاذ القرار، لا يوجد أمن ولا أمان ..الموت في كل مكان.. حتى لا توجد اماكن يمكننا الذهاب اليها الأن لنرفه عن انفسنا وتسألوننا لماذا الشباب عنيفون؟
(علي) يعمل في مجال المسرح ويشتغل باحدى المؤسسات الأهليه العاملة مع الشباب قال لـ(أمد) أثناء تدريبات الدراما مع الشباب نحاول ان نجعلهم يتخلصون من طاقة العنف التي بداخلهم من خلال التمرينات والتفريغ النفسي والارتجالات ،وكل يوم عن آخر نكتشف طاقة عنف لا حدود لها ،تظهر في سلوكياتهم وفي القصص التي يروونها وحتى بأحلامهم حين يعبرون عنها حتى ان هناك من يتمنى ان يقتل كل شخص يراه'
واضاف (علي) ان ما تتجه اليه غزة مخيف على الصعيد النفسي للشباب فهم لا يفكرون بالانتاج باي نوع من انواعه ،ولا بالمستقبل الغامض لهم،هم فقط يعيشون.
وقال (معاذ) الطالب في السنة الثانية بالجامعة الاسلامية ان الشباب هم اكثر شرائح المجتمع عطاء وحيوية وعلما وقوة ولا بد من استغلال هذه الثروة لبناء المجتمع ..هذا ما يحدث في دول العالم ، أما نحن فنفكر في كميات البنزين وفي نتائج الاستطلاعات وشعبية من ارتفعت فتح ام حماس،ننشغل في تعداد الشهداء والبيوت المهدومة والحصار والدمار الموجود بالقطاع اكثر من انشغالنا حتى في دراستنا.
وعزا الاستاذ يحيى الخطيب المحاضر في جامعة القدس المفتوحة اسباب العنف والضياع التي يعاني منها الشباب الى عدم استقرار النظام السياسي في القطاع بشكل اساسي ،لافتا الى التجاذبات السياسية في الجامعة والشارع والبيت وكل مكان والتي تؤدي بشكل مباشر الى اسقاط الشباب في دوامة العنف
واضاف الخطيب ان الشباب الان يفتقدون التوجيه والارشاد يصحون وينامون على مشاهد عنف ،اضف الى ذلك إحساسهم بالقهر والعجز لأنهم لا يستطيعون التغيير فكل شيء هنا تتحكم في السياسة.
وقال الخطيب ان شعور فئة من الشباب بالدونية والهامشية وبانهم لا يستطيعون الحصول على أي حق من حقوقهم سواء في الرسوم الجامعية او الوظائف او حتى كوبونات المساعدات التي توزعها بعض الجهات على الاسر التابعة لها يخلق لدى الشباب حقدا على المجتمع وبالتالي يولد العنف باشكاله التي نراها.
وتابع الخطيب'ان عدم وجود خطة لرعاية الشباب والاهتمام بمستقبلهم لدى أي جهة من الجهات سواء حكومية او اهلية سبب مهم لاستيلاد العنف ومحاولة اثبات الذات بطريقة او بأخرى.
واشار الخطيب الى ان العنف مرفوض بكل اشكاله والوحدة واستقرار النظام السياسي والابتعاد عن التجاذبات السياسية في القطاع وخلق خطة استرتيجية للعمل مع الشباب هو الحل .
وأكد الكاتب والباحث يوسف صادق كلام الخطيب مضيفا عليه رفضه التام لظاهرة العنف بين الشباب مؤكدا ان انعدام الفرص امام هؤلاء الشباب يجعلهم شبه عاجزين عن تقبل المجتمع وبالتالي يتولد عنف خطير في كافة المجالات لانه اذا احس الشباب بكيانهم وبعطائهم داخل أي مجتمع بعيدا عن السلاح والسياسة فانهم سيكونون أفضل.
وقال صادق ان الشباب في فلسطين يمثلون اكبر شريحة من المجتمع الفلسطيني وهم الذين وقع على كاهلهم عبء المقاومة في كل مرحلة من المراحل وهكذا فهم في دوامة عنف لا تنتهي مشيرا الى ان دراسة للواقع الاجتماعي للشباب في غزة واعادة بنائه،ستكون ناجعة لاستكشاف الطرق والوسائل من أجل ايجاد العلاج لهم ووضع اقدامهم على العتبات الاولى للمستقبل شرط استقرار الوضع السياسي.
واكد صادق ان مهمة كبيرة ملقاة على عاتق المجتمع وتحديدا الطبقة الحاكمة تجاه الشباب فالشاب يتلقى تربيته المباشرة أو غير المباشرة من المجتمع، الذي هو عبارة عن البيت، والمدرسة، والشارع، والمسجد، المقهى، والحانوت، ..الخ بما يشمل ذلك كله، من المعاني والقيم والأفكار والمؤثرات.
واخيراً..تيه..ضياع..انعدام فرص...انسداد افق ..عنف..قتل..هدم..اجيتاحات..بطالة.. واقع ومستقبل مجهول يرزخ تحته الشباب .. ترى أي مما سبق يمكنهم تجاوزه؟!

مشكوور أخى ابو حميد على الموضع الرائع

دائماً تفاجئنا بالمواضيع الشيقه والهادفه

فألف شكر لك

تسلم كتير عاشق من بعيد على ردك الجميل

وانشاء الله بتنحل كل المشاكل يا رب

تحياتي القلبية الحارة مني انا وكل الحارة

بعين الله شو بدنا نسوي

مشكووووور محمد على الموضوع الجميل